الأربعاء، 28 يونيو 2017

الشاعر الأستاذ الكبير///عبدالرحمان ابويوسف

///يكتب| رسالة بلاعنوان


رسالة بلا عنوان..

غيض الماء..
يا حمامة العشق..
أعلني مرور الطوفان..

يا مملكة الأفراح،
ويا أرض الأحزان..

يا أغنية للتغني..
ويا تغريدة،
تشاكس النسيان..

لن أرجع يوما،
حتى أتعلم أشياء كثيرة،
فهذا المساء،
يخشى التمرد والعصيان..

لن أعزف لحن الفراشة..
ثانية..
في حالة الهذيان..

وسأبتلع المعازف كلها..
يا سمفونية النشاز،
بين كل الإيقاعات والألحان..

لأقرأ أوتارك جيدا،
وأقرأ البحر في صدرك،
وهذا الموج،
كيف يقلب الرمل،
ويغازل كل الخلجان..

طقسك المجنون،
يجرفني،
إلى رتق الفصول..
وفوضى الحقول..
إلى الصحو والإعصار،
على مد الشريان..

علمني،
ألا أكون صيفا في الخريف،
 ونهرا،
يستمرئ لمسة سنونوة،
تعانقه عناقا لطيف..
علمني..
ألا عش للنسر على الأفنان..

ما سر حديقة الأزهار،
حين أنشق عطرها،
وفساتين ضمخت مرايا الأمس،
ما سر الياقوت،
على شفاه كشفق الشمس..
ما سر البريق،
كقراميد البحر بين الأجفان؟..

ألوحة تحملين إلى اللقاء..
سلت أناملك..
أوجها كاملا رفعت إلى المرايا،
أم لأمر،
تركت بعضه بالمكان..

 يا امرأة تسكن الآفاق..
وتقشر الزمان،
عن فاكهة التبر..
ومغارس (الهيسبيريد)،
يا امرأة..
تبعث (إيريس) من مرقدها،
لتبعثر الأكوان..

يا امرأة،
تبحث عن مسكن الريح..
وعن شريعة الجنون..
في وطن،
لا يشبه سائر الأوطان..

إن الرسالة التي تحمل كل العناوين..
إلى كل الأقطار..
تبقى رسالة بلا عنوان..

لست امرأة..
أطلبها في البعيد..
لست (أوريديس)،
ولست (أورفي)..
لم نترك شيئا،
لا للشعر،
ولا للأغنيات..
إلا أعضاد كلمات..
وذكرى أطياف بالمكان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق